📘 اسم الكتاب: | سلم العلوم في المنطق |
👤 اسم المؤلف: | محب الله بن عبد الشكور البهاري الهندي |
📚 الناشر: | مطبع الرفاه العام |
🏷️ القسم: | كتب المنطق |
🗄️ نوع الكتاب: | ملف ب د ق – PDF |
📅 تاريخ الاضافة: | 22 مايو، 2022 |
👁️ المشاهدات: | |
🌐 اللغة: | العربية |
📥 رابطة التحميل: | تنزيل كتاب PDF |
سلم العلوم في المنطق المؤلف محب الله بن عبد الشكور البهاري الهندي (المتوفى: 1119 هـ)
سلم العلوم في المنطق
مقتطفات من الكتاب
اَلْعِلْمُ: اَلتَّصَوَّرُ؛ وَهُوَ الْحَاضِرُ عِنْدَ الْمُدْرِكِ، وَالْحَقُّ أَنَّهُ مِنْ أَجْلَى الْبَدِيْهِيَّاتِ، كَالنُّوْرِ وَالسُّرُوْرِ. نِعْمَ تَنْقِيْحُ حَقِيْقَتِهِ عَسِيْرٌ جِدًّا؛ فَإِنْ كَانَ اِعْتِقَادًا لِّنِسْبَةٍ خَبْرِيَّةٍ، فَتَصْدِيْقٌ وَحُكْمٌ، وَإِلَّا فَتَصَوَّرٌ سَاذِجٌ. وَهُمَا نُوْعَانِ مُتَبَائِنَانِ مِنَ الْإِدْرَاكِ ضَرُوْرَةٌ نِعْمَ
لَا حَجَرَ فِي التَّصَوُّرِ، فَيَتَعَلَّقُ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَهَاهُنَا شَكٌ مَّشْهُوْرٌ؛ وَّهُوَ أَنَّ الْعِلْمَ وَ الْمَعْلُوْمَ مُتَّحِدَانِ بِالذَّاتِ، فَإِذَا تَصَوَّرْنَا التَّصْدِيْقَ، فَهُمَا وَاحِدٌ، وَّقَدْ قُلْتُمْ: إِنَّهُمَا مُتَخَالِفَانِ حَقِيْقَةً.
وَحَلُّهُ عَلَى مَا تَفَرَّدْتُ بِهِ: أَنَّ الْعِلْمَ فِيْ مَسْأَلَةِ الْإِتِّحَادِ بِمَعْنَى الصُّوْرَةِ الْعِلْمِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ حَيْثُ الْحُصُوْلِ فِي الذِّهْنِ مَعْلُوْمٌ، وَمِنْ حَيْثُ الْقَيَامِ بِهِ عِلْمٌ. ثُمَّ بَعْدَ التَّفْتِيْشِ يُعْلَمُ أَنَّ تِلْكَ الصُّوْرَةَ إِنَّمَا صَارَتْ عِلْمًا، لِأَنَّ الْحَالَةَ الْإِدْرَاكِيَّةَ قَدْ خَالَطْتُ
بِوُجُوْدِهَا الْاِنْطِبَاعِيِّ خَلْطًا رَّابِطِيًّا اِتِّحَادِيًّا كَالْحَالَةِ الذَّوْقِيَّةِ بِالْمَذُوْقَاتِ، فَصَارَتْ صُوْرَةً ذَوْقِيَّةً، وَالسَّمْعِيَّةُ بْالْمَسْمُوْعَاتِ وَهَكَذَا، فَتْلْكَ الْحَالَةُ تُنْقَسَمُ إِلَى التَّصَوُّرِ وَالتَّصْدِيْقِ، فَتَفَاوَتَهُمَا كَتَفَاوَتِ النَّوْمِ وَالْيَقْظَةِ الْعَارِضَتَيْنِ لِذَاتٍ وَاحِدَةٍ الْمُتَبَايِنَيْنِ بِحَسْبِ حَقِيْقَتِهِمَا، فَتَفَكُّرْ.
وَلَيْسَ الْكُلُّ مِنْ كُلٍّ مِّنْهُمَا: بَدِيْهِيًّا غَيْرَ مُتَوَقِّفٍ عَلَى النَّظَرِ، وَإِلَّا فَأنْتَ مُسْتَغْنٍ عَنِ النَّظَرِ، وَلَا نَظَرِيًّا مُّتَوَقِّفًا عَلَى النَّظَرِ، وَإِلَّا لِدَارٍ، فَيَلْزَمُ تَقَدُّمُ الشَّيْءِ عَلَى نَفْسِهِ بِمَرْتَبَتَيْنِ، بَلْ بِمَرَاتِبَ غَيْرَ مُتَنَاهِيَةٍ؛ فَإِنَّ الدَّوْرَ مُسْتَلْزِمٌ لِّلتَّسَلْسُلِ أَوْ تَسَلْسَلَ، وَهُوَ بَاطِلٌ، لِّأَنَّ
عَدَدَ التَّضْعِيْفِ أَزْيَدُ مِنْ عَدَدِ الْأَصْلِ.
وَكُلُّ عَدَدَيْنِ: أَحَدَهُمَا أَزْيَدُ مِنَ الْآخِرِ، فَزِيَادَةُ الزَّائِدِ بَعْدَ انْصِرَامِ جَمِيْعِ آحَادِ الْمَزِيْدِ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْمَبْدَأَ لَا يُتَصَوَّرُ عَلَيْهِ الزِّيَادَةُ وَالْأَوْسَاطُ مُنْتَظِمَةٌ مُّتَوَالِيَةٌ، فَحِيْنَئِذٍ لَّوْ كَانَ الْمَزِيْدُ عَلَيْهِ غَيْرَ مُتَنَاهٍ لَّزِمَ الزِّيَادَةُ فِيْ جَانِبِ عَدْمِ التَّنَاهِيْ؛ وَهُوَ بَاطِلٌ، وَتَنَاهَى الْعَدَدُ يَسْتَلْزِمُ تَنَاهَى الْمَعْدُوْدُ، فَتَدَبِّرْ.
وَلَا يُعْلَمُ التَّصَوُّرُ مِنَ التَّصْدِيْقِ، وَلَا بِالْعَكْسِ؛ لَأَنَّ الْمُعَرَّفَ مَقُوْلٌ وَالتَّصَوُّرُ مُتَسَاوِيُ النِّسْبَةِ، فَبَعْضُ كُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا بَدِيْهِيٌّ وَّبَعْضُهُ نَظَرِيٌّ، وَّالْبَسِيْطُ لَا يَكُوْنُ كَاسِبًا، فَلَا بُدَّ مِنْ تَرْتِيْبِ أُمُوْرٍ لِّلْاِكْتِسَابِ، وَهُوَ
النَّظَرُ وَالْفِكْرُ.
وَهَاهُنَا شَكٌّ خُوطِبَ بِهِ سُقْرَاطُ، وَهُوَ: أَنَّ الْمَطْلُوْبَ إِمَّا مَعْلُوْمٌ، فَالطَّلَبُ تَحْصِيْلُ الْحَاصِلِ، وَإِمَّا مَجْهُوْلٌ، فَكَيْفَ الطَّلَبُ؟ وَأَجِيْبُ: بِأَنَّهُ مَعْلُوْمٌ مِّنْ وَّجْهٍ، وَّمَجْهُوْلٌ مِّنْ وَّجْهٍ. فَعَادَ قَائِلًا: اَلْوَجْهُ الْمَعْلُوْمُ مَعْلُوْمٌ، وَّالْوَجْهُ الْمَجْهُوْلُ مَجْهُوْلٌ.
وَحَلُّهُ: أَنَّ الْوَجْهَ الْمَجْهُوْلَ لَيْسَ مَجْهُوْلًا مُّطْلَقًا حَتَّى يُمْنَعَ الطَّلَبُ، فَإِنَّ الْوَجْهَ الْمَعْلُوْمَ وَجْهُهُ أَلَا تَرَى أَنَّ الْمَطْلُوْبَ الْحَقِيْقَةُ الْمَعْلُوْمَةَ بِبَعْضِ اعْتِبَارَاتِهَا.
هَذَا، وَلَيْسَ كُلُّ تَرْتِيْبٍ مُّفِيْدًا وَّلَا طَبِعِيًّا، وَمِنْ ثَمِّ تَرَى الْآرَاءَ مُتَنَاقِضَةً، فَلَا بُدَّ مِنْ قَانُوْنِ عَاصِمٍ عَنِ الْخَطَأِ فِيْهِ؛ وَهُوَ الْمَنْطِقُ.
وَمَوْضُوْعُهُ: اَلْمَعْقُوْلَاتُ
مِنْ حَيْثِ الْإِيْصَالِ إِلَى تَصَوُّرٍ أَوْ تَصْدِيْقٍ، وَمَا يُطْلَبُ بِهِ التَّصَوُّرُ أَوِ التَّصْدِيْقُ يُسَمَّى مَطْلَبًا، وَأُمُّهَاتُ الْمُطَالَبِ أَرْبَعٌ: (( مَا )) ، وَ (( أَيٌّ )) ، وَ (( هَلْ )) ، وَ (( لِمَ )) .
فَـ (( مَا )) لِطَلْبِ التَّصَوُّرِ بِحَسْبِ شَرْحِ الْاِسْمِ، فَتُسَمَّى شَارِحَةً، أَوْ بِحَسْبِ الْحَقِيْقَةِ، فَحَقِيْقَةً.
وَ (( أَيٌّ )) لِّطَلَبِ الْمُمَيِّزِ بِالذَّاتِيَاتِ أَوْ بِالْعَوَارِضِ. وَ (( هَلْ )) لِطَلَبِ التَّصْدِيْقِ بِوُجُوْدِ شَيْءٍ فِيْ نَفْسِهِ، فَيُسَمَّى بَسِيْطَةً أَوْ عَلَى صِفَةٍ، فُمُرَكَّبَةٌ. وَ (( لِمَ )) لِطَلَبِ الدَّلِيْلِ لِمُجَرَّدِ التَّصْدِيْقِ، أَوْ لِلْأَمْرِ بِحَسْبِ نَفْسِهِ.
وَإِمَّا مَطْلَبُ مَنْ وَكَمْ وَكَيْفَ وَأَيْنَ وَمَتَى، فَهِيَ إِمَّا ذُنَابَاتٌ لِّلْـ (( أَيٍّ )) أَوْ مَنْدَرِجَةٌ فِي الْـ (( هَلْ )) الْمُرَكَّبَةِ.
اَلتَّصَوُّرَاتُ: قَدَّمْنَاهَا وَضْعًا لَّتَقَدُّمِهَا طَبْعًا؛ فَإِنَّ الْمَجْهُوْلَ الْمَطْلَقَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ الْحُكْمَ، قِيْلَ: فِيْهِ حُكْمٌ، فَهُوَ كِذْبٌ؟
وَّحَلُّهُ: أَنَّهُ مَعْلُوْمٌ بِالذَّاتِ، وَمَجْهُوْلٌ مَّطْلَقٌ بِالْعَرْضِ، فَالْحُكْمُ وَسَلْبُهُ بِالْاِعْتِبَارَيْنِ، وَسَيَأْتِيْ اَلْإِفَادَةُ، إِنَّمَا تَتِمُّ بِالدَّلَالَةِ، مِنْهَا: عَقْلِيَّةٌ بِعَلَاقَةٍ ذَاتِيَّةٍ، وَمِنْهَا: وَضْعِيَّةٌ بِجَعْلِ جَاعِلٍ، وَمِنْهَا: طَبَعِيَّةٌ بِإِحْدَاثِ طَبَعِيَّةٍ، وَكُلٌّ مِّنْهَا: لَفْظِيَّةٌ وَغَيْرُ لَفْظِيَّةٌ، وَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ مَدَنِيَّ الطَّبْعِ، كَثِيْرَ الْاِفْتِقَارِ إِلَى التَّعْلِيْمِ وَالتَّعَلُّمِ، وَكَانَتِ اللَّفْظِيَّةُ الْوَضْعِيَّةُ أَعَمُّهَا وَأَشْمَلُهَا، فَلَهَا الْاِعْتِبَارُ.
وَمِنْ هَاهُنَا تَبَيُّنٌ أَنَّ الْأَلْفَاظَ مَوْضُوْعَةً لِّلْمَعَانِيْ مِنْ حَيْثُ هِيَ هِيَ، دُوْنَ الصُّوَرِ الذِّهْنِيَّةِ أَوْ الْخَارِجِيَّةِ كَمَا قِيْلَ.
فَدَلَالَةُ اللَّفْظِ عَلَىَ تَمَامِ مَا وُضِعَ لَهُ مِنْ تِلْكَ الْحَيْثِيَّةِ مُطَابِقَةٌ، وَعَلَى جُزْئِهِ تَضَمُّنٌ، وَهُوَ لَازِمٌ لَّهَا فِي الْمُرَكَّبَاتِ، وَعَلَى الْخَارِجِ الْتِزَامٌ، وَلَا بُدَّ مِنْ عَلَاقَةٍ مُّصَحِّحَةٍ عَقْلِيَّةً أَوْ عُرْفِيَّةً، قِيْلَ: اَلْاِلْتِزَامُ مَهْجُوْرٌ فِي الْعُلُوْمِ، لِأَنَّهُ عَقْلِيُّ؟
وَنُقِضَ بِالتَّضَمُّنِ وَيَلْزِمُهُمَا الْمُطَابَقَةُ وَلَا عَكْسَ، وَكَوْنُهُ لَيْسَ غَيْرُهُ، لَيْسَ مِمَّا يَسْبِقُ الذِّهْنُ إِلَيْهِ دَائِمًا، وَإِمَّا التَّضَمُّنِيَّةُ وَالْاِلْتِزَامِيَّةُ فَلَا لُزُوْمَ بَيْنَهُمَا.
وَالْإِفْرَادُ وَالتَّرْكِيْبُ
حَقِيْقَةً صِفَةُ اللَّفْظِ؛ لِأَنَّهُ إِنْ دَلَّ جُزْئُهُ عَلَى جُزْءٍ مَّعْنَاهُ، فَمُرَكَّبٌ، وَيُسَمَّى قَوْلًا وَّمُؤَلَّفًا، وَإِلَّا فَمُفْرَدٌ: وَهُوَ إِنْ كَانَ مِرْآةً لِتَعَرُّفِ الْغَيْرِ فَقَطْ، فَأَدَاةٌ، وَالْحَقُّ أَنَّ الْكَلِمَاتَ الْوُجُوْدِيَّةَ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ مَثَلًا مَّعْنَاهُ كُوْنُ الشَّيْءِ شَيْئًا لَّمْ يَذْكُرْ بَعْدَ، وَتَسْمِيَتُهَا كَلِمَاتٌ لِّتَصَرُّفِهَا وَدلَالَتِهَا عَلَى الزَّمَانِ، وَإِلَّا فَإنْ دَلَّ بِهَيْئَتِهِ عَلَى زَمَانٍ، فَكَلِمَةٌ.
وَلَيْسَ كُلُّ فِعْلٍ عِنْدَ الْعَرَبِ كَلِمَةً عِنْدَ الْمُنْطَقِيِيِّنَ؛ فَإِنَّ نَحْوَ (( أَمْشِيْ )) كَلِمَةُ فِعْلٍ، وَّلَيْسَ بِكَلِمَةٍ لِاِحْتِمَالِهِ الصِّدْقَ وَالْكِذْبَ
لقراءة المزيد عن كتاب سلم العلوم في المنطق بدف انقر على زر التنزيل أدناه للحصول عليه مجانًا