تفسير سورة البقرة pdf

كتاب تفسير سورة البقرة

تفسير سورة البقرة

تفسير سورة البقرة تأليف الدكتور أمير عبد العزيز دار الفرقان مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى ١٤٠٥هـ – ١٩٨٥ م عمان / الاردن / جبل الحسين شارع خالد بن الوليد للنشر والتوزيع مؤسسة الرسالة بيروت – شارع سوريا – بناية صمدي وصالحة هاتف: ۳۱۹۰۳۹ – ٢٤١٦۹۲ ص.ب: ٧٤٦٠ برقياً : بيوشران

استخلاف الإنسان في هذه الأرض وقضية السجود لآدم – معنى التفضيل لبني إسرائيل ومظاهر ذلك التفضيل – دور المنافقين وكشف القرآن لنواياهم وأستارهم – حملة العنف والتعصب والتآمر التي يشنها أهل الكتاب على الإسلام والمسلمين طيلة الزمان – أحكام فقهية تفصيلية لكثير من القضايا والمسائل في مختلف الأمور – أركان العقيدة الإسلامية والتركيز على الوحدانية والتنديد بالشرك والمشركين – بيان بأن الإسلام دين الفطرة وأنه يقوم على الحنيفية واليسر – وقضايا أخرى في مختلف جوانب الحياة والدين. – الدكتور أمير عبد العزيز

بيان اجمالى للسورة

تتناول سورة البقرة جملة من المعاني والقضايا والقواعد التي تغطي جانباً أكبر من نظام الإسلام، وذلك فيما يمس الواقع البشري للإنسان بمختلف مناحيه النفسية والروحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويمكن أن نعرض لما تناولته السورة في الأمور التالية :

أولها: مسألة الحروف المتقطعة أو فواتح السور التي تأتي على رأس جملة من سور القرآن، والتي اختلفت فيها أقوال العلماء والمفسرين. ثم التنويه السريع بفريقين من البشر فريق المؤمنين وفريق المشركين.

ويعقب ذلك تنديد تفصيلي ومؤثر بفريق فاسد مشنوء من البشر وهو فريق مذبذب مريض يخفي في نفسه الضلال والكفر ليبدي للناظرين والسامعين شاكلة مليحة خادعة. وهؤلاء هم المنافقون الذين يوجدون في كل مكان وزمان، والذين يؤذون المؤمنين من الداخل في صمت وتلصص.

وتتناول السورة ضرباً من ضروب التحدي للمشركين والمكذبين أن يأتوا بسورة واحدة – أي سورة – من مثل هذا القرآن من حيث أسلوبه العجيب أو مستواه السام– الفذ. وهو تحدٍ يظل قائماً دون مبارحة لتستبين معه حقيقة الإعجاز لهذا الكتاب الحكيم .

ثم استخلاف الله للإنسان في هذه الأرض ليكون منوطاً به احتمال الأمانة والمضي في منهج الله وخطه المستقيم، مع ما رافق ذلك من مساءلة

تفسير سورة البقرة

الملائكة لربهم عن جعل هذه الخليفة في الأرض وهم المسبحون بحمد الله والمقدسون له.

ثم قضية السجود لأدم وذلك أمر رباني كبير يفرضه الله على جنده الملائكة الأطهار وإلى جانبهم إبليس الذي ظل عابداً لله حتى تبينت الحقيقة يوم انحسر هذا الكائن الشقي عن طبيعة مستكبرة شاذة، طبيعة آيسة فاسدة تستعلي على الرحمن جل وعلا، فلا ترضخ لأمر الله بالسجود لآدم، فكان ذلك

بداية السقوط والهلاك.

ثم قضية آدم وزوجه اللذين استمعا لكلمة الله في النهي عن الأكل من هذه الشجرة، لكنهما نسيا وأخطئا فأكلا منها فاقتضت بعد ذلك حكمة الله أن يهبط الثلاثة إلى الأرض حتى حين إلى أن يرتحلا إلى دار البقاء حيث الحساب .

وتتناول أيضاً خطاب الله لبني إسرائيل من أجل أن يذكروا نعمة الله التي امتن بها عليهم فيوفوا بعهده ويرهبوه ثم يؤمنوا بالقرآن الحكيم الذي جاء مصدقاً لما نزل عليهم من كتاب والا يخلطوا بين الحق والباطل عمداً وتزويراً، وأن يضطلعوا بأداء ما فرض الله عليهم من صلاة وزكاة وذلك كيلا يكونوا في عداد الذين يقولون ولا يفعلون.

وثمة تذكير كذلك لبني إسرائيل بما أنعمه الله عليهم وبما فضلهم به على العالمين من معطيات ،ومنن وذلك كمنجاتهم من كيد فرعون الذي سامهم عذاباً بئيساً من تذبيح أبناء واستحياء للنساء، وكذلك قد فرق الله

البحر من أجل بني إسرائيل ليمروا من خلاله إلى حيث السلامة والنجاة مع تغريق فرعون وجنوده حتى أصبحوا من الهالكين.

وتعرض سورة البقرة في شطر عظيم من الآيات لقصة بني إسرائيل، وهي قصة طويلة وغريبة ومريرة بما يكشف عن طبيعة يخالطها التخلخل والشذوذ. يتبين ذلك من خلال مناسبات وأسباب شتى تثير في النفس الحيرة والاشمئزاز، وذلك لفرط التطاول والاجتراء على الله وهو اجتراء مرفوض يأباه الضمير المؤمن. فقد طلب بنو إسرائيل من نبيهم موسى أن يمكنهم من رؤية الله جهاراً وإلا فإنهم لا يؤمنون حتى أخذتهم الصاعقة بالهلاك جزاء هذا الاجتراء الأحمق .

وقد أمرهم ربهم أن يدخلوا القرية ليأكلوا منها كما يشاؤون على أن يبادروا الدخول وهم ساجدون ثم يقولوا حطة حين الدخول ليغفر الله لهم خطاياهم نظير ذلك لكن فريقاً ظالماً . منهم قد تكلم بغير ما أمر به وذلك على سبيل السخرية والاستخفاف.

ثم استسقاء موسى لقومه حتى ضرب الحجر بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناه. ثم مطالبة بني إسرائيل بطعام أدنى من المن والسلوى، كالبقل والقثاء والفول والعدس والبصل، وذلك ما يكشف عن النزوع للبطر والعتو في غير تواضع أو إقرار الله بالنعمة حتى كتب الله عليهم الذلة والمسكنة والغضب والتفريق المشتت في الأرض وذلك نظير كفرهم بآيات الله ، ونظير قتلهم النبيين بغير حق.

وتعرض السورة لقصة البقرة وهي ما أمر الله بني إسرائيل على لسان نبيهم ومنقذهم موسى عليه السلام أن يذبحوها وهي بقرة لم تتحدد بصفة الصفات بل ورد الأمر بإطلاق غير مقيد. وقد ذبح اليهود بقرة، لكن بعد من تردد وجدال طويلين غريبين.

وفي السورة كذلك نصيب كبير من الكلام عن بني إسرائيل على أنحاء متعددة من الكشف والتبيين تارة أو من التنديد والتقريع تارة أخرى، أو من التهديد والوعيد تارة ثالثة وذلك مثلما كشفت الآيات عن نفاق فريق من بني إسرائيل الذين إذا لقوا المؤمنين أظهروا لهم الإيمان والإخلاص.

لقراءة المزيد عن كتاب تفسير سورة البقرة بدف انقر على زر التنزيل أدناه للحصول عليه مجانًا

فيديوهات ذات الصلة من يوتوب